الترامادول إدمان يمكن التعافي منه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الترامادول أسطورة الوهم

اذهب الى الأسفل

 الترامادول أسطورة الوهم Empty الترامادول أسطورة الوهم

مُساهمة  Admin الخميس نوفمبر 29, 2012 12:57 pm




لايزال عقار الترامادول يسبب قلقا متزايدا علي الساحة بالرغم من كونه بالأساس علاجا لحالات الألم الشديد كبعد الجراحات والسرطان وكسور العظام والتي لاتستجيب للمسكنات المعتادة، إلاان ذكره مؤخرا أصبح لصيقا بمشاكل أكثر منها فائدة وأبرزها الواقعة الشهيرة لاحتجاز مئة من المعتمرين المصريين بالسعودية بسبب حوزتهم للعقار والتي تترواح عقوبته هناك من السجن خمسة شهور وصولا إلي حد القتل. وتارة اخري نسمع عن جهود الشرطة في ضبط ملايين الأطنان المهربة وهو الخبر الذي يكاد لايمر أسبوعا دونه وأخيرا قرار وزارة الصحة بتجريم تداوله ومعاملته كالمورفين؟

يعد الترامادول عقار الإدمان الحديث وفقا لسجلات مركز سموم عين شمس والذي شهد تداوله قفزات متتالية في السنوات الخمس الأخيرة ففي 2007 بلغ حالات الجرعة الزائدة الواردة للمركز 128 حالة تضاعفت عام 2010 إلي 728 حالة بينما شكل العام الماضي عام الذورة حيث وصل العدد 1481 حالة جرعة زائدة وقياسا علي ذلك هناك أكثرمليون وربعمائة مدمن فقط العام الماضي حيث تشكل نسبة حدوث الجرعة الزائدة 1- 1000 من اجمالي عدد المدمنين.

ووراء هذه الأرقام تفاصيل أكثر خطورة كظهور الفتيات والسيدات كمدمنات جدد عكس المعتاد بقصرها علي الرجال فقد كانت نسبة حالات الجرعة الزائدة بين الذكور إلي الأناث هي 3:1 وكانت أكثر الأعمار شيوعاً هي العشرينات والثلاثينات.

تكشفت دراسة مركز السموم أن اكثر من 90% من المرضي يدمنون هذا العقار للأعتقاد الخاطيء بالتنشيط الجسماني أوالنشاط الجنسي بالأضافة لتحسن الحالة المزاجية أوخطئا كعلاج مسكن. وهو مايعكس ثقافة جديدة في الشارع المصري أصبح فيها الترامادول مثل علبة السجائر بمعني إذا رغب شخص في الترحيب بصديق كما في الأفراح الشعبية أوقضاء مصلحة حكومية يتطوع بأن يعرض عليه حبة ترامادول لزوم الفرفشة والدماغ.

وبحسب قول الدكتور محيي المصري مدير مركز السموم بجامعة عين شمس نحن أمام مسالة لاتتعلق بفئة المدمنين قدر ماتتعلق بهذا العقار فالترامادول من الأدوية التي تسبب التعود ويحتاج المريض الي زيادة الجرعة بشكل مستمر للحصول علي التأثير المطلوب وإذا ابتعد عن تناوله أصيب بدرجة عالية من الأكتئاب كأنه سيموت، وهنا مكمن الخطورة فالكثير وقعوا في فخ ادمانه بدون قصد سعيا لمزاج أفضل وسعادة منشودة وهو ما سهل انتشاره بين معظم الفئات الاجتماعية ومختلف الأعمار فالبعض يستخدمه من أجل الجنس والبعض الآخر من أجل تحمل المجهود الشاق وساعات العمل الطويلة وأخيرا كعلاج خاطئ للصداع أوكمسكن للآلام أوالمغص.

ومن الناحية العلمية يستمد عقار الترامادول مفعوله من التاثيره علي مستقبلات المورفين بالمخ وإفراز مادة السيروتونين (هرمون السعادة) من المخ ومن ثم التسبب في إحداث حالة السعادة، كما يروج كعلاج لبعض المشاكل الصحية يستحي الكثيرين ذكرها للطبيب حيث يساعد علي اطالة مدة القذف وبالتالي تحسن الأداء اثناء الممارسة الجنسية وهو الأمر الذي اكتشفه المصريون قبل أن تثبته الأبحاث العلمية فالترامادول كعقار لا يستخدم في الأساس لعلاج مشاكل سرعة القذف وتأخيره ماهو إلا أحد أعراضه الجانبية حيث يقلل من ردة فعل الأعصاب.

ويوضح إن عقار الترامادول لم يظهر فجأة وإنما بدأ ظهوره تدريجيا من عام 1998 حينما أتجه الأطباء إلي وصفه بجرعات محددة كمسكن قوي ومخدر للآلام خاصة التهاب المفاصل والسرطان والالام ما بعد الجراحات وكسور العظام وغيرها من الحالات الشديدة التي لا يجدي فيها أستخدام المسكنات العادية،. الاانه لم يمر وقت طويل حتي تعرف المدمنون عليه كمخدر قوي بديل للهيروين فمن الناحية العلمية يحتفظ الترامادول بتاثير مشابهه للأفيونات كالهيروين والمورفين والكوداين فضلا عن قلة الثمن وصعب كشفه بتحاليل السمية المعتادة وله أسماء كثيرة دراجة شعبيا كالأمادول والترامال وتراماكس.

ووفقا لمدير مركز السموم بدأنا منذ عام 2007 تسجيل تزايد ملحوظدارجة لحالات تناول الترامادول وسط انتشار ثقافة خاصة بالمدمنين كما لو كانوا يحملون موسوعة علمية وهي في الحقيقة تجارب مبنية علي ذاتهم فينتشر في اوساطهم خلطات للترامادول مع كثير من المهدئات والمنومات للتغلب علي آثاره الجانبية كالرعشة والتوتر والقلق وارتجاف العضلات وسرعة القلب، وتبقي الخلطة الاكثر رواجا وسحرا دمجه بالفياجرا للحصول علي تاثير مكمل لبعضهما البعض بهدف تحسين الأداء الجنسي وهو مايلاقي انتشارا في الأماكن الشعبية وعادة ما تكون ايضا نصيحة من اصحاب الصيدليات عديمي الضمير والباحثين عن الربح السريع، بينما ينتشر بين أوساط المنحرفين وقائمة البلطجية مايعرف ببرشام الفراولة نظرا للونه الأحمر وهو أحدي فصائل الترامادول وبالنسبة لمدمني الهيرويين والأفيونات تعتبر أقراصه ملجأهم للحصول علي نفس التأثير عند ضيق ذات اليد من سعر الهيروين المرتفع، وباختلاف عن باقي الافيونات لا يتم الكشف عن الترامادول إلا من خلال تحليل خاص بمراكز السموم وهوما يستغله البعض للهروب من الفحوصات عند التقدم للوظائف أوبالنسبة للسائقين.
"حكاية"
وبصورة أقرب للواقع غالبا ما يبدأ طريق الإدمان ووفقا لشهادات بعض المتعاطين كبديل عن الصبر فهذه المادة تعطي حلولاً سهلة ووهمية لمشاكل لا حل لها، بل وتقدم أيضا نشوة لاإفاقة منها إلا علي كارثة الإدمان التي تفقد صاحبها صحته يوما بعد الاخر.

وهو ما أكده احمد وهو شاب في أواخر العشرينات بدأت تجربته منذ 4 سنوات حيث انتظم علي تناوله للمساعدة علي السهر نظرا لاشتغاله بجانب الدراسة في إحدي محلات وسط البلد وهو ما ينطبق علي غيره من زملاء العمل إذ يفرض عليهم السهر والمجهود الشاق بدون تذمر، في البداية حرص علي تناوله بتركيز ضعيف بمعدل شريط في الاسبوع وبعد سته شهور ازداد تركيز الجرعة وهو ماسبب له مشاكل كثيرة كما يقول كنت أطبق يومين وثلاثة وفقدت شهيتي وأصيبت بالإمساك المزمن وقد بطلته مرة بدون اي أدوية بديلة واستمريت هكذا اكتر من 3 شهور الي ان رجعتله تاني وهكذا تكررت محاولات الإقلاع ولكل كل مرة أعود بجرعات أعلي. وعن رد فعله علي القرار بادخال عقار الترامادول ضمن الجدول الأول وكيف حصل عليه فقال كان متاح عند بعض الصيدليات المعروفة ببيعه للمتعاطين إلا أني لااحب أن أوقع نفسي في المشاكل فلجأت لنقط الترامال المصري بعدها لجأت للمستورد وكان متوافر بثمن رخيص إلاان مفعوله في البداية لم يكن نفس المتعاد مع المصري ولكن مع الجرعات العالية أعطاني نفس التاثير، هذه التجربة لم تكون بالناجحة بحسب احمد فبدلا من النشاط البدني أصبح أسيرا لتناوله بجانب الشكوي المتزايدة من النحافة والاجهاد الشديد الظاهر لكل من يراه.

"الوهم"

وفي مفاجاة غير متوقعة للكثير من مستخدميه سعيا وراء أداء افضل مع الزوجات يوضح الدكتور عمر عزام أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية أن الحلم قد يتحول إلي كابوس مع التعود علي تناول جرعات عقار الترامادول بغرض إطالة فترة الجماع وتاخير القذف حيث يؤدي لرد فعل ارتدادي علي المدي القريب بمعني ان الشخص يتناوله مرتين أوثلاثة فيلاحظ تحسنا واضحا وسريعا ولكنه عند توقف استخدامه تعود الحالة أسوء عما كانت عليه وهو ما يدفعه الي زيادة الجرعة للتغلب علي هذه المشكلة، وعلي المدي البعيد يدمر الترامادول مراكز رد الفعل بالمخ وهو مايعني القضاء علي الفحولة والقدرة الجنسية نهائيا نظرا لأن تأثيره علي الجهاز العصبي وليس العضوي، وهذه النتائج العكسية غالبا مايصعب علاجها حتي بعد الشفاء من الادمان و50% من هذه الحالات لاتستطيع ممارسة حياتهم الطبيعية كما كانت مع أزواجهم. موضحا اقتصار التداوي بالترامادول علي حالات محددة هي السرطان والحزام الناري وفي بعض الأحيان مرضي الكسور وغالبا مايكون مرضي هذه الحالات تحت اشراف طبي في المستشفيات.

ويؤكد الدكتور عزام من واقع إنه من واقع الممارسة العملية يطلب البعض كتابة هذا العقار كحل لمشاكلهم وللأسف بينهم شباب واشخاص علي قدر من العلم ولهؤلاء ننصح المقبلين علي الزواج بضرورة عمل الفحوصات لكشف أي مشاكل طبية خاصة بالخصوبة أوالفحولة، أما عند الشكوي من الخلل في العلاقة الزوجية فهناك أدوية كثيرة للعلاج لاتسبب الادمان واكثر امانا من الترامادول وان كانت ابطئ في المفعول، كما إن هناك اساليب تدريبية في الممارسة تحقق فوائد بدون اللجوء حتي للأدوية وفقا للحالة واشراف الطبيب المعالج.

وهو مايتفق معه الدكتور محي المصري معتبرا الإقدام علي تناول هذا العقار هو بمثابة الدخول إلي الدوامة فمتعاطيه لايستطيعون الثبات عند حد معين وإنما ينزلقون للمزيد فغالبا ما يضطروا لزيادة الجرعات للحصول علي تنبيه أفضل فمنهم من لا يستطيع بدء يومه إلا بعد تناول عدة أقراص ومنهم من يشعر بالألام وقئ وإسهال وهي الأعراض الانسحابية التي ترغمهم علي تناول جرعات أكبر وأكبر.

ويأتي فرط الجرعة بمضاعفات قاتلة بداية من الغيبوبة والتشنجات التي قد تتسبب في خلع للكتف وحاليا تتزايد الإتهامات الموجهه له كسبب في حالات الصرع المسجلة بين الشباب في أعمار مكبرة لم تتخطي الثلاثينات، يضاف لذلك إحداثه صدمة قلبية مصاحبة بارتفاع ضغط الدم وفشل تنفسي مؤديا إلي الوفاة، ووفقا للاحصائيات تترواح نسب الوفاة من الجرعة الزائدة من 5 إلي 6 في الألف وينتج معظمها من تأخر المريض في الوصول للخدمة العلاجية المناسبة.
"التهريب"
وبحسب اللواء يوسف وصال مستشار صندوق مكافحة وعلاج الادمان بمجلس الوزراء شكل عقار الترامادول علي مدار سنوات قليلة ظاهرة تستوجب التصدي الحاسم من النواحي التشريعية والأمنية والأجتماعية وذلك بعد ان تفشي بين اوساط الشباب بمختلف المستويات وصولا لرأس قائمة المواد المخدرة المتداولة في مصر بنسبة 38 في المائة بحسب مااورده صندوق مكافحة وعلاج الادمان ضمن تحليل بيانات الخط الساخن لعلاج الادمان 16023 ويليه تعاطي اصناف مختلفة من المخدرات بنسبة 35% والحشيش بنسبة 9% واخيرا الهيروين بنسبة 8%.

وهو ما يعتبر مؤشرا علي تفاعل المجتمع مع قضية المخدرات واهم نقاط الخلل دور الأسرة الذي شهد انحسارا ملحوظا سواء في الوقاية من الوقوع في براثن التعاطي اوالاكتشاف المبكر حيث يعيش اكثر من نصف اعداد المدمنين مع أسرهم وهو ماياتي مخالفا للتوقعات كتفكك الاسرة اوانفصال الوالدين وبما يفسر اقتصار دور الآباء في كثير من الحالات علي الوجود الجسدي وتوفير المادة علي حساب الدور التربوي.

وقد اقدمت وزارة الصحة لإدراجه ضمن الجدول الاول بما لايسمح بصرفه إلا بروشتة طيب، وهو القرار الذي أعقبه مفاجاة غير متوقعة فبعد أختفاء عقار الترامادول المصري أجتاح السوق كميات رهيبة من الترامادول المستورد من الصين والهند وفي ظروف غامضة عن مطابقته للمواصفات القياسية وشروط السلامة الدوائيةن، إلي ان جاء القرار حاسما بعدم جواز صرف عقار الترامادول إلا بالروشتات الخاصة بأدوية جدول المخدرات وهي الروشتة الحمراء التي يتم صرفها من وزارة الصحة للأطباء ويعامل قانونيا بتهمة الاتجار بالمخدرات كالمورفين.

وعلي خلفية صدورهذا القرار شهدت الفترة الماضية مطالبة متكررة من الداخلية بتعديل قانون الصيادلة لمواجهة حرب العقاقير المخدرة خاصة الترامادول الذي شهد محاولات تهريب عالية فقبل اصدار القرار بايام نجحت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في ضبط 26 مليوناً و360 ألف قرص ترامادول داخل حاوية قادمة من الهند وهو الامر الذي تكرر لخمسة مرات سابقة خلال اسبوعين فقط بحصيلة 140 مليون قرص.

وهو مايؤكد أن مواجهة محاولات التهريب هي الهم الأكبر بعد قرار وزارة الصحة للقضاء علي أسطورة الترامادول فطبقا لأحد التقارير الصادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية حيث تم تهريب 25 مليون قرص ترامادول الي مصر خلال عام 2008 فقط وما يضبط لايمثل إلا 15 % من إجمالي ما تم تهريبه إلي الشباب، ووفقا للتقرير تشكل الحدود الغربية مع ليبيا اهم الثغرات لاغراق السوق المصري بالمخدرات فيعبر خلالها 80% من العقاقير المخدرة سواء عبر منفذ السلوم أوعبر الدروب البرية المجهولة عن طريق مهربين محترفين ويقوم التجار بشرائها من ليبيا التي لا يحظر القانون تداولها في الأسواق، كما ان هناك تجار يستوردونها من الهند والصين خصيصاً ويقومون بتهريبها إلي مصر لتصل إلي جميع المحافظات، والنسبة الباقية تدخل موزعة علي المنافذ الأخري مثل ميناء القاهرة الجوي وميناء الإسكندرية البحري وبورسعيد البحري قادمة من ليبيا والهند والصين أيضاً.



Admin
Admin

عدد المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 28/11/2012
الموقع : http://freedomest.com

https://tramadol-addiction.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى